تاريخ الاجداد

تخلل تاريخ الكويت كثير من الاحداث
هي في طبيعتها محن وابتلائات مر بها الكويتيين
ومن هذه الابتلائات والمحن
اسموها الكويتيين على السنين التي وقعت بها



سنة الهيلق 1868 م

في سنة 1868 ميلادي حدثت مجاعة عظيمة في منطقة الجزيره العربيه وبلاد فارس استمرت ثلاث سنوات حتى سنة 1871 ميلادي , وقد اصاب هذه المجاعه الكويت , وتسببت بهلاك بعض الكويتيين بسبب الجوع , فقد وصل الامر الى اضطرار البعض الى اكل دماء البهائم التي تذبح .

وقد استطاع الكويتيين ان يتجاوزوا هذه الازمه بفضل الله , ثم بفضل بعض المحسنسن منهم , حيث قام المحسنين في ذاك الوقت بمد يد العون الى المعوزين والمحتاجين بما يملكون من مال , وتوزيع الطعام في الاسواق والطرقات , واكن اشهر هؤلاء المحسنسن ( يوسف البدر ) و ( يوسف الصبيح ) و( عباللطيف العتيقي ) و ( وسالم بن سلطان ) و ( بيت معرفي ) و ( بيت بن ابراهيم ) وغيرهم الكثير من ذوي القلوب الرحيمه , التي بذلت كل ما تملك في سبيل الله حتى من الله برحمته ولفه بعباده .

وقد كتبت قصائد عديده في ذكر محاسن هؤلاء المحسنين من اشهرها ما قاله احد ادباء الكويت من ( ال المخيزيم ) في ذكر يوسف البدر ويوسف الصبيح :

إن الكويت حـماها الله قـد بـلـغـت

باليوسفين مكان السبعة الشهب

تــا الله ما سمعت أذني لأبصرت

عيني بعزهما في سائر العرب

فيوسف بن صبيح طيب عنصره

أزكى من المسك ان يعبق وان يطب

ويوسف البدر في سعد وفي شرف

بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب

فخر الاكارم والامجاد قاطبة

وافة الفضة البيضاء والذهب

من كل ما بست في الجواد راحته

صوب المكارم من ايديه في صب



سنة الدبا سنة 1890

الــدبـــا = الجراد

تعرف الدبا بأنها صغار الجراد

ففي فترة ما بين 1 – 24 مايو 1890 ميلادي , ابتلت الكويت بغزو من الجراد , وقد اصاب المزارع واتلفها , كما ملأ الابار وانتنها , واستطاع الكويتيين ان يقاوموا هذا الجراد الصغير بالصبر والعمل الجاد حتى منى الله عليهم بنعمته وانكشفت هذه الغمة .

وقد اخذ الكويتيين يؤرخون بهذه السنه , فعندما يقول شخص انه من مواليد سنة الدبا , فهذا يعني انه من مواليد 1890 .
وقد وصف الشاعر خالد العدساني هذا الغزو الطبيعي بقوله :

الله اكبر كيف هذا القمل الضعفا

اذى الانام ومنه الزرع قد تلفا

وصير الارض بيضا لا نبات بها

كأنه لم يكن فيها وما عرفا

قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه

شيئ فما مل من شيء ولا وقفا

فلم نر طرقا اللا وقد ملئت

ولا جدار ولا سقفا ولا غرفا

واصبحت جملة الابار منتنه

كأن في جوفها من ريحة جيفا

وكل طفل له من اهله حرس

يحمونه يقظة منه وحين غفا

فالحمد لله والشكر الجميل له

في كل حال فمولانا بنا لطيفا



سنة الطبعة 1872 م

الطبعة : كلمة تعني الغرق باللهجه الكويتيه .

ففي شهر سبتمبر سنة 1872 ميلادي , تعرضت السفن الكويتيه المسافره الى شرق افريقيا والهند الى كارثه بحريه عظيمة , تسبب عنها غرق عدد كبير من السفن , ولم يسلم منها اللا القليل .

ويرجع السبب في هذه الكارثه الى حدوث إعصار وطوفان عظيم بين الهند ومسقط . وممن ذهبت سفنهم في هذه الكارثه : ( سفينة الابراهيم ) و ( سفينة العصفور ) و
( سفينة الصبيح ) و ( سفينة محمد الغانم ) .

وكعادة البحارة الكويتيين دائما في مثل هذه الكوارث , سارعوا دون تفرقه الى انقاذ السفن التي جنحت , وكانت حملات الانقاذ تتم طوعا وبسرعة , مما كان يبعث على الاعجاب , كما سارعوا بعد ذلك الى حمع التبرعات دون علم من اصابته الكارثه , وكان الاقبال على التبرع كبر , لدرجة ان التبرعات تزيد عن جملة الخسارة .

سنة الطفحه سنة 1912 ميلادي

ســنــة الــطــفــحــة : يقصد بها سنة الخير وكثر الرزق .

طــفـــح : كلمة باللهجه الكويتية تعني ظهور الشيئ او الزيادة بأكثر من الحاجة , وهي مشتقه من كلمة يطفوا .

وكان ذلك في سنة 1912 ميلادي حيث ضربت السفن الكويتييه المغادره للغوص رقما قياسيا , فبلغ عدد السفن 812 سفينه , وبلغ عدد البحارة 30,000 بحار , وبلغت ارباح محصول اللؤلؤ ستة ملايين روبية , وهذه الارقام كانت في ذلك الوقت ارقام قياسية , جاوزت الحد , جعلت الكويتيين يؤرخون بهذه السنه المباركه .

وترجع الاسباب التي دعت الى ذلك , الى انه عام 1910 ميلادي عندما حدثت معركة ( هدية ) واستنزفت اموالا جسيمة في المعركة , مما اضطر الشيخ مبارك الصباج الى فرض ضرائب إضافية , وتعطيل السفر الى الغوص , فتسبب عن ذلك الى هجرة اعداد كبيرة من كبار تجار اللؤلؤ , اللا ان الشيخ مبارك الصباح استرضاهم بعد ذلك وعادوا سنة 1911 ميلادي , وانطلقت السفن في عام 1912 ميلادي , بأعداد هائلة لتعوض خسارة الاعوام الماضية .

ومن اهم مظاهر الرخاء الذي عم على الكويت في هذه السنه ما يلي :

1- زيادة الهجرات الوافده الى الكويت برا وبحرا طلبا للرزق , ولا سيما سكان بادية الكويت وما حولها للأنخراط في مهنة الغوص على اللؤلؤ .

2- تزايد عدد الاسواق التجارية داخل المدينه , اذا بلغت عدد الاسواق نحو 50 سوقا .

3- دخول فئه جديده من فئات العملة الهندية الورقيه للكويت من فئة (1000 ) روبية , لمواجهة حجم التعامل الكبير , فقبل سنة الطفحة كان المتداول لاعلى فئة ورقية هي 100 روبية فقط .



سنة الرحمة 1918 ميلادي .

في عام 1918 ميلادي تعرضت مناطق عديدة من القاره الاسيوية والقارة الاوربية , الى مرض الانفلونزا , الامر الذي اثار الفزع في الدول الواقعه في هذه المناطق ومنها الكويت , حيث سيطر الخوف والفزع على الاهالي اعتقادا منهم بأن ذلك المرض مثل الطاعون الذي اصاب الكويت عام 1831م , ولكن كان الله بهم رحيما , اذ انتهت موجة موجة الانفلونزا من دون ان تحصد ارواحا كتلك التي حصده مرض الطاعون .

وقد اطلق الكويتيين على ذلك العام سنة الرحمة لان الخالق سبحانه وقاهم من هذا المرض , ولا يزال كبار السن يؤرخون المواقف الهامه في حياتهم بتلك السنة , فيقولون سبيل المثال ' ولدت في سنة الرحمة ' .

والحقيقة ان هذا الحدث انما يدل على مدى ايمان اهل الكويت بربهم , فهم دائما يحاسبون انفسهم خوفا من الخالق عز وجل , ولذلك عندما جائت الرحمة من رب العباد فرحوا بها , وليس لانهم نجوا من شر المرض الذي كانوا يعتقدون بخطره فحسب , ولكن لأنهم شعروا برضا الخالق عز وجل عنهم , وهذه فرحة ليس بعدها فرحة لا يدركها اللا المؤمنين .

سنة الرجيبه 1872 م

في شهر رجب من عام 1289 هجري , من سنة 1872 ميلادي , تعرضت الكويت لمطر عظيم مصاحب بريح عاصفة قويه , نتج عنها اضرار كبيره , حيث تهدمت كثير من المنازل , وارتطمت كثير من السفن ببعضها البعض مما تسبب عن ذلك خسائر فادحة .

وعلى الرغم من فداحة هذه الكارثة الطبيعيه في ذلك الوقت اللا ان الكويتيين استطاعوا تجاوز هذه المحنه , وذلك بالصبر والدعاء ومناقب الخيريين منهم , الذين كانوا يبذلون كل ما في وسعهم لمساعدة المتضررين من هذه الكارثة .

وقد اخذ الكويتيين يؤرخون بهذه السنه وعرفت بسنة الرجيبه لانها حدثت في شهر رجب .

السنة الحمراء

سنة 1831م

في سنة 1831 ميلادي هبت على دول المنطقة موجه من الغبار الاحمر , أدى الى قطع طرق المواصلات البحريه بين الكويت ودول الخليج , بل ادى ذلك الغبار الى بقاء الكويتيين في بيوتهم بسبب انعدام الرؤيه التي تسببت فيها تلك الاتربة الناعمة , ولم يكن خروجهم اللا للضرورة القصوى خلال الليل , حيث ان الغبار كان يشتد خلال النهار ,

وقد تضرع الكويتيين الى الله ليرفع عنهم هذ الغبار , حتى يستطيعوا ان يخرجوا للعمل وكسب الرزق , فمن الله عليهم بعد بضعة ايام من حدوث هذه الموجه بالفرج .

وقد شهدت هذه الحادثة أروع صور صور التأزر والتوادد بين افراد المجتمع الكويتي , حيث انهم كانوا يتناوبون على قضاء حاجات بعضهم البعض , حتى لا يكثرون من الخروج فيتعرضون الى هذه الموجه الشديده .

وقد اخذ الكويتيين يؤرخون بهذه السنه من شدة ما ازعجهم منها , فقد اعتقدوا ان الساعه اتية بسبب احمرار الجو , أضافة الى انتهاء هذه السنه بمرض خطير وهو مرض الطاعون .

منقول





--------------------------------------------------------------------------------

يعطيك العافيه
على الموضوع وماقصرت
اخوووك/ الجنرال